Monday, October 26, 2009

عن العاهرة و اشياء اخري


ينبغي علّي أن أحب العاهرة , هكذا قالت لي أمي لأن العاهرات صديقات الشوارع و الطلبة و البلهاء الطيبين و لأنني هكذا اقترب أكثر من الله بقلب اتسع حبا ليشمل عاهرة و دعاء لخلقه أجمعين حتى أنني قرأت ياسين كاملة أكثر من مائة مرة حتى وضعت سمكتي الصغيرة أطفالها جميعا ثم أكلت نصفهم علي أقل تقدير

.ربما صنعت لها تمثالا , ربما نقشت علي ثدييها أسماء زوارها و وصلت شعرها بذيل فستاني الذي احترق غيظا هكذا يصير شعرها أكثر طولا و تصبح أكثر جمالا أما مؤخرتها فسأتركها لعابري السبيل كل يزينها بما يحلو له


.نصحني الدجال أن أتوقف عن الصلاة , ذلك لأن الله يحول بين المرء و قلبه بينما قلب المرء يحول بينه و بين صلاته,


نصحني صديقي أن اقطع علاقتي بالأفيال أما سيسحبونني عنوة إلي غاباتهم متسربلة بخرائهم و أم انقطعت أذيالهم من شدة تمسكي بتا و قطعا لن اقوي علي انتقام فيل بريء.


كيف يسألني ببراءة هكذا لماذا لا تشربين البيبسي؟؟ كأنني لا أدرك المجازات أو أن الفخ الذي أعده بسؤال مفاجئ كهذا يصلح لعارفة مثلي , طويت عيونها بلفافة تبغ و دسستها في سؤاله و مضغتها جيدا ثم بصقتها في وجهه.


تصورت أن الضوء ا لشديد و نظارتي الطبية سيريانني الطريق لكني لا ادري كيف يهاجم ضباب بهذه الكثافة غرفة لا تري الهواء بالأساس. ربما انقض الضباب من أجهزة التكييف الباردة, هواءها يحمل رائحة الموتى لهذا لا يهمني أنني رغم كل هذا الضوء لا اعرف وجهتي فقط اخشي أن يكون الموت مختبئ داخل هذا الضباب.


يقول صديقي: لن يحبك الله لأنك لا تتعلمين دروسك و الله لا يحب الأغبياء , تقول أمي: لن يحبك الله مادمت لا تحبين العاهرة , يقول النادل :لن يحبك الله مادمت لا تجيدين الغناء بينما جدتي تبكي في منامي بصفة مستمرة و تقول: هو ربنا إدى علمه لحد؟؟ , يقول الطفل الرضيع كلاما لا افهمه و يقول الله:(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) و أنا لا اعرف ماذا أقول.




ينبغي ألا يتغير وجه أمي, أن يظل هكذا ابيضا مشرقا و طيبا, لا يجب أن يسقط شعرها بهذا الشكل و لا يحرق الألم الحدقتين فيختزل عمرا كاملا. أمي لا تجيد الشر حتى لو ادعت ذلك أو روجت له كما تروج لطاجن بطاطس تعده بجدارة.أمي ملكة الدعاء بلا منازع حتى أنها تعنف الله رافعة يديها كيف يصيب أطفالي كل هذا الوجع؟! أمي لا تكون ذاتها إلا بالملاهي حين تركب الأرجوحة العالية ممسكة بغزل البنات بكف و قرص الشمس بالكف الآخر ربما لا تصلح مرضعة للأنبياء و ربما لا يخرج يماما من كفيها لكنها لا تعبأ بهذا بالأساس . أمي لا تجيد الفصحى و لا الانجليزية و لا الفرنسية لكنها أفضل من يغني (يا رب تنام و ادبحلك جوزين حمام , متخافشي ياادي الحمام) فيحط الحمام علي كفيها آمنا؟.

Wednesday, February 4, 2009

ماريا



المرأة البحر كانت تعرف ان السرطان يختبئ للصغير تحت الوسادة لذلك حين دللته اكثر
لم تعبأ ببكاء و حقد الاطفال الاخرين و الذين كانوا اكثر منه جمالا. السرطان يسكن صدري يا ماريا , ليس للامر علاقة بالفصام فالفتاة المصابة بالفصام
كانت تتصور ان شعرها تتدلي منه الخنازير غير مدركة لاختلاف الابعاد بين خصلات شعرها
الرديئة و حجم الخنازير . انا السرطان يسكنني كلما اغمضت عيني رأيت الخلايا السرطانية الخبيثة تتكاتثر في
اثدائي ليس لي حيلة في الامر لا استطيع ان اوقفها .هل للامر علاقة بنبرات صوتي التي تتغير؟؟؟ بالامس اخبرني الشحاذ انه رفض عطيتي لان
صوتي تغير جدا و افزعه , لا اذكر اني رايته من قبل لكنه اكد لي ان نبرات صوتي
اختلفت جدا و بصورة مفزعة.لا اريد ان اموت الان يا ماريا مازلت صغيرة علي الموت مازلت المراة تؤكد لي اني
طفلة و اصدقائي كلهم يثقون ان لي مستقبل مبهر ربما صديقة او اثنين يعتقدون اني
ينبغي ان اذهب الي طبيب نفسي و هذا بالطبع ليس له علاقة بالسرطان
لكن اغلب اصدقائي يثقون ان لي مستقبل مبهر اما ايمان مرسال فقد فخخت كل رؤاي
بقصائدها فكلما شاهدت البرتقال و هممت بواحدة اتذكر تحذيرها المستمر : ليس هذا
برتقالا يا حبيبي عموما ان لا احب البرتقال انا فقط اعشق المجازات ماريا
, انت نضجت الان و لا يصح ان تخرجي للطرقات عارية غير عابئة بالفتنة التي ترشقي بها
العابرين و البحر شفافا يا عزيزتي لا تثقي في حمايته المطلقة الم يعدك المعرفة ثم
منحك الالم؟ لماذا لم يخبرك سوي بسر هذا الصغير؟؟هل عرفت ان الجثتين الملقتين بجوار الرصيف كانت احداهما لفتاة عاشقة و الاخري لشيخ
كريم؟هل اخبرك بهذا؟هل الغطاء الابيض الذي منحك اياه لتخفيهما عن العيون منع الدم
من التسرب الي الشارع و الاختلاط بالاسفلت؟ارأيت , كانت ميتة ملوثة لا تفرق عن اي
ميتة مهينة اخري و مملؤة بالالم لا تثقي في البحر يا عزيزتي . حبيبك مازال يحتفظ بصورة حبيبته القديمة و مازال يكتب لها بل و الانكي من هذا انه
يضعها امامك و اثق انك لن تعرفي شيئا لا البحر سيطر عليك كلية فلا ترين الان غير
موجه و نبوءاته .الصغير فقد شعره كله يا مارا كله صار وجهه عجوزا و مكسور , قلبه ايضا شاخ يا ماريا
. هو يعرف انه سيموت قريبا. انا لا اريد ان اموت الان يا ماريا. اخبرني صديقي ان
الناس في غزة شعراء بالفطرة . اخبرني ان الرجل الجاهل حدثه انه لا يعبأ بالمرض مع
الوقت يتعود عليه و لا يصير عبئا , المشكلة الحقيقية انه هو بمرضه يصير مرض الاخرين
يصبح احبائه مصابين به.و اخبرني صديقي الاخر الفلسطيني ان الناس هناك يضحكون كثيرا , هو نفسه يضحك كثير,
و ليس لكل هذا بالطبع علاقة بالسرطان .الايام فقط يا ماريا هي التي تؤرقني حقا لا تتحرك كثيرا لا تتحرك مطلقا و لا تنتهي
كل يوم لا يكاد يذهب حتي بلحق به غيره انا اكره الايام يا ماريا مملة و خادعة و لا
تنتهي انظري شكل الحروف يتغير و صدري يتغير لا تعرفه الرؤي الان و لا تدركه
المجازات يفر مني و يمتثل تماما للسرطان .اشفق علي اصدقائي سيفزعهم الامر , لكني اشفق اكثر علي صديقي الصغير الذي لا يدرك
كيف يكون الامر حين تستعبده الايام هكذا يسابق الزمن بالفعل و يركض حتي يسقط مغشيا
عليه ثم يستيقظ منتشيا ممتلئا بنشوة الانتصار و منتزعا من ذاته و هو لا يدرك ذلك لا
اعرف ماذا اقول له الان و قد سقطت اذنه و تغيرت نبرات صوتي بشدة هكذا .ماريا لماذا تغير لون العالم؟هل للسرطان علاقة بالامر ؟ كل شئ رمادي غارقا في
الرمادية ,رماديا و حزين
انا لا اريد ان اموت الان هناك كلمة يجب ان اكتبها و قبلة يجب ان امنحها و رؤية
يجب ان اتنبأ بها و صديق لابد و ان يعترف بالحنين هناك الكثير من الاشياء التي لن
تحدث لابد و ان انتظرها ,ينبغي علي السرطان ان ينتظر قليلا و ينبغي علي هذا الصغير
الا يموت