Sunday, February 18, 2007

عاشقة لفيروز من الدرجة الاولي انا
لكن هذه المرة زين محمود اعطي الاغنية طابع مختلف


اhttp://music.albawaba.com/ar/artist_albums.php?aid=1824

Monday, February 12, 2007

فضفضة



اذكر حين كنت صغيرة , طفلة هادئة و حالمة , جميلة كنت , دائما بصحبة ابي , كنت اعشق ابي , و كنت طفلته الفضلة , دميته المدللة , لكني كنت دائما حزينة , سعيدة و حزينة , اذكر مسحة الحزن بشريط ذاكرتي كاملا , حين كنت لا اجد سببا للحزن كنت ابتكر بخيال طفولي خصب سيناريوهات عدة للحزن و للكابة لاظل حزينة و شاردة , الا اني كنت سعيدة , احلم و انتظر ما سيأتي , ايق في القادم و احب ما ملكت , كانت الصاباحات دائما طازجة طعم الحلم يمنحها نكهة محببة , الطرقات كانت مسرحا دائما للاحلام و السعادة و السماء البعيدة كانت الغموض البهي و الطريق الارحب دائما لعيني و طفولتي , ابي , هذا الشامخ الحنون صوته كان دوما الامان الكامل , لا شئ اكثر من صوته للطمانينة و البهجة و الطاعة ايضا , اذكر حين كان يصيبني المرض و الذي كثيرا ما كان يحدث , كان ابي ياخذني علي كتفه و يقص لي الحكايا الصغيرة و يمسد وجعي بكفه الحنون حينها كان الالم و بطريقة سحرية خالصة يختفي تماما و بعد فترة وجيزة اغفو علي نبرات صوته , و مرة اخري صوت ابي:) , اذكر كذلك الصعيد , الجنوب الشامخ الصامت و انا الجنوبية الخالصة و ابي الجنوبي الخالص , نذهب اليه كسائحين , انا بملامحي الجنبية عليهم و ابي بوجهه الحنون و هنا كان صوته يختلف يتلون بلون الجنوب , الجنوب الخالص , ياخذني في يده بفخر مازلت ابسم كلما تذكرته رغم ان الانثي في الجنوب لم تكن تدعو علي الفخر علي الاطلاق , يأخذني في يده و يمضي بي , الطريق رحلة طويلة و جميلة بيوت مختلفة و اناس طيبون ملامح بريئة لا تعرف الرتوش , ليل الجنوب يختلف كثيرا عن ليل القاهرة , سماء مبدورة بالنجوم , و نسيم يحمل رائحة ساحرة , ليل الجنوب لم يخيفني و انا التي اعتدت الخوف المرضي حين كنت طفلة و مازال الخوف يصاحبني حتي الان و مازلت نوبات من الخوف غير المبرر ايضا تجتاحني من حين لاخر , اما ليل الصعيد , فيحمل معه الدفء و رائحة الامان , بيت العائلة الكبير و الاطفال الكثيرة , نلعب دونما تعب و نضحك بلا نهاية , فضاء متسع , براح بلا حدود , الان كل شئ تغير , اختلفت كثيرا الاشياء و لا ادري لماذا , الصعيد لم يعد جنوبيا خالصا , البيوت هدمت لتحل محلها المنازل ذات الطوابق العدة , و بيت العائلة انضم بعزة مطلقة الي الحظيرة لتقطنه بكل حب الماشية الاصيلة التي و للان لم تغير عاداتها , اما العائلة او ما تبقي منها فتحتل منزل من اربع طوابق و البقية مبعثرة في اتجاهات الارض الاربعة , و ابي لم ييعد يملك صوته الحنون و لا عقله الذي طالما حلمت لنفسي بمثله , لم نعد نتحدث كما كنا سابقا و لم اعد طفلته المدللة و لا ياخذني في يده بفخر في الجنوب البعيد , ليست الشيخوخة و لا فعل الزمن و لكنه العطن , شئ اصاب كل شئ , شئ كالعثة يأكل الماضي و الذكريات و يخلف حمضا بالقلب , الناس الطيبون ان لم يرووا فقد سمعوا كثيرا عن الفضائيات و الرتوش فتلونوا , و ابي ضاق به الفضاء فاختار يقب الابرة لختبئ به و يوأدني بداخله , لا ادري كيف و لا حتي متي تغير كل شئ , كيف تسربت الاشياء هكذا من بين اصابعي و كيف تلاشي الحلم رويدا رويدا مخلّفا وراءه كل هذا الوجع , الاكثر وجعا ان حتي الذكريات لم تعد كاملة بداخلي , هناك العديد المشاهد المفقودة الان , اذكر اني اعتدت ان املك كما اكبر من الذكريات و الفرح و لكني الان لا اتذكر جيدا , الان كل شئ يحرض فيّ البكاء , الطرقات اعباء اضافية و طاقة اخري لا املك ان اهبها للفراغ , و البيت سرير الشوك و اصوات النزاع , اما الاصدقاء فهم حقيبة السفر, الاحباء في البعيد البعيد , كشئ اخر في الذاكرة البعيدة المبهمة ,

اشتاقك يا ابي



و اشتاقكم يا اصدقائي



, و اشتاق الجنوب