الاغبياء , يضحكوا بوجوه بلهاء , يستيقظوا دون ان يفتحوا عيونهم و يتحركوا كّاليين غير متقني الصنع بكروش منتفخة . يعملون كماكينات مزعجة مخلفين وراءهم ابخرتهم السامة ثم يعودون الي بيوتهم ياكلوا , يثرثروا و يتكاثروا كحشرات كبيرة
الرجل الذي ياتي دوما بلا اسماء حاملا بسمة مرعبة و عيونا جوفاء فراغها الاسود يمتصهم تدريجيا دائما يفاجهم محملا بالهدايا , يمر علي البيوت واحدا واحدا , يحفظ اسماءهم جميعا و يمنحهم ما لا يرغبون . يعطي هذا رأس طفله و يناول ذاك احشاء امه و هكذا كان يفاجئهم دائما بجعبة هداياه المدهشة و الاغبياء لا يملكون حتي ان يغلقوا ابوابهم , يفتحون بخنوع مطلق و انكسار مقزز و الرجل البهلوان الذي دوما بلا اسماء يرقص علي دقات قلوبهم المرتجفة ببسمته المرعبة, يخرج قلوبهم من جعبته مبتورة و مغلفة بعناية فائقة, ملائكية فيروز في الخلفية لم تخفف اطلاقا من وطأة المشهد كذلك جدائل يارا الشقراء لم تلفت نظر ايا من الحاضرين
البنت الصغيرة التي لا تشبه يارا فيروز في شئ علي الاطلاق كانت عائدة الي بيتها , جميلة حالمة , نحنضن كتبها كعادة كل البنات الحالمات,دقت الباب لم يفتح احد , دقت بعنف و جنون ايضا لم يفتح احد.حين اضطرت لاستعمال مفتاحها الشخصي فاجئها راس ابيها تحت قدميها و حين مدت بصرها اكثر كانت اشلاء العائلة كلها مبعثرة بالمكان و الدماء تشكل خطوطا مكتوبة بلا معني , جدير بمشهد كهذا ان يمحي ذاكرة باكملها و يقف بالزمن تماما و جدير به ايضا ان يذهب بالكلام الي اللامكان و يتركها حزينة خرساء للابد لكن هذا لم يحدث , بالاصل هي عادت للبيت لتضع شريطتها الحمراء _ تجعلها اكثر جمالا و اثارة _ نفادت الاشلاء و الدماء قدر استطاعتها , دخلت حجرتها النظيفة , وضعت شريطتها الحمراء و انطلقت تبحث عن حبيب جديد . في الطريق كانت السيدة الهضبة التي فقدت عقلها منذ زمن بعيد ملقاة علي الرصيف بجروحها المتقيحة تتجمع حولها الحشرات و الذباب كانها قطعة خراء طازجة . الولد الذي يعي كل شئ و الذي طالما حذرهم من فجاجة المشهد استسلم للنعاس , هو لن يستيقظ حتي ياتي نبي جديد ينقذ هذا العالم , هو هذا النبي ؟! ربما , علي اية حال هو نائم منتظر نبيا او نبؤة . في عنبر المواليد , الاطفال جميعهم ولدوا بابتسامة مرعبة و عيون جوفاء .النخاسون !! مقابل هداياه المرعبة باعوه نساءهم , اما النساء فهن عاهرات بالفطرة , هدايا , لا هدايا , كلهن حتحور و كلهن معدات دوما للاخصاب