لأوقات كثيرة كانت تشغلها دوما فكرة هذي الحياة , ان تكون حلما لشخص اخر و بمجرد استيقاظه يتلاشي وجوده الثقيل و تتبخر الحياة بسلاسة من ذهنها , ترتشف القهوة و تستمع لثرثرة العديدين لتكتشف ان فكرتها مستهلكة تماما و هكذا لا يمكن للحياة بحال من الأحوال ان تكون حلما لشخص اخر و يتسرب وعيه الي عقول كل اولئك الأشخاص الوهميين بحلمه !!!
لكن واقعية الحياة كانت دائما مستحيلة بالنسبة لها فالعدم اكثر منطقية بعنف من تسلسل منطقي للأحداث لا منطقية و لا مبررة علي الأطلاق .
ثم تكشفت لها الفكرة بوضوح تام ان هذي الحياة ليست سوي حلم اله يشعر بالفراغ و لضجر قدراته الأهية لابد له من حلم ثقيل يمتلأ بالحداث الصغيرة و المعجزات الكبيرة و كائنات في غاية الدقة تتنقل في عدمية متقنة مخلّفة متعة شجنية عجيبة لا يقدر علي اصلاحها سوي اله قادر , هكذا يمكن ان تفسر الموت المباغت و كيف ينطلق العصفور و الطلقة في لحظة واحدة مخلّفين بعدين متوازيين يشرخ هذا الفراغ و يترك تصدعا ملحوظا في قلوبنا نحن اللاموجدون بالأصل و الذين ليسوا الا مقطوعات متناثرة من المشاعر المخلفة كأبخرة الحرائق و البارود .
كل هذا كان منطقيا جدا , يضفي علي الأحداث جلالا خياليا , جلال الحلم و الوجل الالهي , ما كان مباغتا حقا هو كيف تكشفت لها الحياة فجأة علي صورة فقاعة , تجلت لها تماما فقاعة كبيرة ممتلئة بالوجوه و الأحداث و الاشياء و هنا ظهر الخطر جلي جدا اذ اختفي الجلال الالهي و قدسية الحدث و انتظار الخلاص و صار الهواء يمثل خطرا خالصا او وجود اي كائن مدبب خارج هذا الوجود الفقاعي الهش و كذلك اصبح لا يوجد اي مبرر منطقي او روحاني لهذه العذابات المتتالية من زمن سحيق الي وجود زمني غير محدد بعد و داخل هذه الفقاعة الشفافة تراءي لها الزمن-الفاعل الرئيسي - لكل شج عميق بارواحنا كمهرج عجوز و باكي ربما ليس مسئولا عن تصرفاته نظرا لاعاقة ذهنية بادية علي ملامحه البلهاء .