Monday, January 8, 2007

عبث






لأوقات كثيرة كانت تشغلها دوما فكرة هذي الحياة , ان تكون حلما لشخص اخر و بمجرد استيقاظه يتلاشي وجوده الثقيل و تتبخر الحياة بسلاسة من ذهنها , ترتشف القهوة و تستمع لثرثرة العديدين لتكتشف ان فكرتها مستهلكة تماما و هكذا لا يمكن للحياة بحال من الأحوال ان تكون حلما لشخص اخر و يتسرب وعيه الي عقول كل اولئك الأشخاص الوهميين بحلمه !!!
لكن واقعية الحياة كانت دائما مستحيلة بالنسبة لها فالعدم اكثر منطقية بعنف من تسلسل منطقي للأحداث لا منطقية و لا مبررة علي الأطلاق .
ثم تكشفت لها الفكرة بوضوح تام ان هذي الحياة ليست سوي حلم اله يشعر بالفراغ و لضجر قدراته الأهية لابد له من حلم ثقيل يمتلأ بالحداث الصغيرة و المعجزات الكبيرة و كائنات في غاية الدقة تتنقل في عدمية متقنة مخلّفة متعة شجنية عجيبة لا يقدر علي اصلاحها سوي اله قادر , هكذا يمكن ان تفسر الموت المباغت و كيف ينطلق العصفور و الطلقة في لحظة واحدة مخلّفين بعدين متوازيين يشرخ هذا الفراغ و يترك تصدعا ملحوظا في قلوبنا نحن اللاموجدون بالأصل و الذين ليسوا الا مقطوعات متناثرة من المشاعر المخلفة كأبخرة الحرائق و البارود .
كل هذا كان منطقيا جدا , يضفي علي الأحداث جلالا خياليا , جلال الحلم و الوجل الالهي , ما كان مباغتا حقا هو كيف تكشفت لها الحياة فجأة علي صورة فقاعة , تجلت لها تماما فقاعة كبيرة ممتلئة بالوجوه و الأحداث و الاشياء و هنا ظهر الخطر جلي جدا اذ اختفي الجلال الالهي و قدسية الحدث و انتظار الخلاص و صار الهواء يمثل خطرا خالصا او وجود اي كائن مدبب خارج هذا الوجود الفقاعي الهش و كذلك اصبح لا يوجد اي مبرر منطقي او روحاني لهذه العذابات المتتالية من زمن سحيق الي وجود زمني غير محدد بعد و داخل هذه الفقاعة الشفافة تراءي لها الزمن-الفاعل الرئيسي - لكل شج عميق بارواحنا كمهرج عجوز و باكي ربما ليس مسئولا عن تصرفاته نظرا لاعاقة ذهنية بادية علي ملامحه البلهاء .



Friday, January 5, 2007

حداد ما


الي احمد زكي و عينيه العميقتين كانهما تحملان حزنا ما يربك الذاكرة و يربكنيو )
اليهما حيث يلتبس عليّ وجهاهما كلما مر بي وجهه الي امل دنقل و محمد منيرلا ادري ما
الشبه حقاّّّّ !!! اهو اللون الاسمر ام الملامح العميقة الحادة ام عشق للوطن المحه
بهم جميعا فالاول عاش الوطن بشخوص يلبسها و يحياها و كانها جميعا ليست الا هو و
انتقي و تحمل عبء ان يحمل الوجه المصري بوجعه ليس الا , و الثاني حمل ثقافته و فكره
و جنوبيته وطنية خالصة يكتب من دمه و يرسم و يحذر حتي سمي شاعر النبؤة و حرم من
الكتابة في وطنه و نفي بها لكنه ظل ممسكا القلم حتي مات بالغرفة رقم 8 يكتبي عن
البياض الذي يحيطه و يكتب عن كفنه , و الي الثالث الذي جاء من اقصي الجنوب يحمل
تراثه و عشقه لوطنه ايضا حتي تعرض للسجن لتسرب السياسة بأغانيهو الي وجوه اخري
انتابتني اثناء التذكر و الكتابة : الي بائع الجرائد العجوز, و الي ذلك الرجل الطيب
الذي يمشي متكئا علي عكازه و يحمل بسمة و طيبة بوجهه و يحرس بوابة المشرحة بالكلية
التي امضيت بها سبع سنوات علي حافة الواقع و علي حافة الحلمو الي امرأة لم اعرفها
قط فقط رأيتها مرة علي سلم مترو الانفاق ترتدي جلبابها الاسود و طرحتها السوداء و
تتحدث عن وجع الوطن و همومه بملامح ان نظرت لها وجدتها حقا تحمل هم هذا الوطن الذي
و ان سألتها عن معناه لن تعطيك تعريفا سياسيا و لا ثقافيا و لكن تكفيها سمرة وجهها
و ملامحها الطيبةالي وجوه كثيرة تعبر الشارع اليومي و تعبر قابي دونما قصدو
(اخيرا..................................الي وجهه

كان اسمرا كلون عيونكم,يعبركم من وجع الي اخر, من قلب الي اخر , يمسح عنكم عرق الايام الجهمة بمنديل مندمه , يستبقي الصرخة و المقتول ,يكتب في الهواء ,فالهواء ليس ملكا لاحد.وحدها
رئتاك تملك حق الاتساع كما تشاء. يعبر من تاريخ لاخرليؤرخ ذاكرة الفقد.- ذاكرة
الحزن يا سيدي لا تعرف النسيان, وحده الفرح يحتاج الي تأريخ لان نشيد ما يحمل من
السخافة ما قد يربك لحظة فرح مضت فتخجا الذاكرة من الاعتراف بأي صلة قد تخص
هذاالنشيد!!!!!!!يمضي عام السكون و عام المداهنة و عام الفرح المستعار و اعوام
السكوت للقهر اسماء عديدة يا سيدي و الهزيمة لا تقرأ الا فيما بين السطور.كان اسمرا
كلون عيونكم يعبركم من جرح الي اخر و يضحك ملء قلب الوطن المحزون, يحمل في جيبه
قطارا ليسافر من عالم الي عالم و الرفاق دوما علي سفر!!!و للموت الكلمة الاخيرة
طائر يحلق فوق كل عالم نحياه حتي و ان كان افتراضي يرسو علي اي كوكب يشاء لنقف عراة
علي ارض لا فضاء لها و لا مساحة للافتراض نشرب قهوة ذات مذاق خاص و نتسمع حفيف
اجنحة الملائكة و يلبسنا السواد.ليس للحداد لون يا سيدي و لا القهوة مشروب رسمي
يرعي الحفلة الجنازية و يوقع صكا احتكاريا مع الموت. ليس في الموت احتكار هو
الاشتراكية الوحيدة بين الرصاصة و حبل المشنقة و المرض , وحده الموت متاحا
للجميع.ثمة حيوات عديدة بامكانك ان تعيشها و وجوه مختلفة قد تنتمي جميعها لك ,
مجموعة من المرايا لا ندري اصاحبتنا ساعة ميلادنا ؟؟!!!ام هي لعنة الايام الكثيرة
التي تعبر اجسادنا مخلفة رمادا ما بصفاء القلوب. لكنك في الموت لا تكون الا نفسك و
كأنه بطاقتك الشخصية الوحيدة تمنحها لك الحياة في صورة ساخرة و موجعه , ها انت!!!
ليس سواك وحدك و الحقيقة!!!!و ان كنت مرة اخري علي سفر!!!





و اخيرا اسمحوا لي ان اضع هنا ابياتا كنت كتبتها من سنوات عديدة اشعر برغبة
ملحة في
ان اضعها هاهنا دون تعديل او تغيير

من انت يا طائرا خرافي الملامح يأتي
كل ليلة ليلقي
بالجثث علي الطرقات فيقتل
احلامنا و يحلق فوق اوهامنا هذا الرخ
االغاضب ات من خلف
الخلف

ات من ماض كنا
فيه نكتب شعرانخلق فجراننسج حلماجاء حين
فاض النهر بجثث عرائسه
البكرجاء
حين انتحر الفجر و اتشح القمر بحداد القبرو
الشمس كساها الذل و الزيف و انا
اقايض حلمي بالخوف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!